السبت، 11 أبريل 2009


"قدر من العزاء"..كلاسيكية 007 تتواصل
دانيال كريج يحاول تخليص بوليفيا من انقلاب عسكري من أجل النفط

بعد 5 عقود من ابتكارها تتواصل هذا الأسبوع أسطورة جيمس بوند العميل السري التابع للاستخبارات البريطانية (007) من خلال جزء آخر تحت أسم "قدر من العزاء" أو Quantum of Solace وهو الجزء الثاني والتكملة لقصة الجزء الأول لفيلم "كازينو رويال" وجميعها من إخراج الألماني الأصل مارك فوستر والذي سبق أن قدم روائع سينمائية مثل "العثور على نيفرلاند" و "كرة الوحش" وغيرها من الأعمال الناجحة على مستوى النخبة النقدية والجماهير. وتستعرض قصة فيلم "قدر من العزاء" اشتباه المخابرات البريطانية في منظمة سرية تعمل على تنظيم انقلاب عسكري في بوليفيا في مقابل أن يعمل صفقة سرية للحصول على أرض في صحراء قاحلة يُشتبه بتواجد نفط بداخلها. يبدأ العميل بوند في تقصي الحقائق مقابل انزعاج من رئيسته M والتي تم الضغط عليها من قبل سلطة تعلوها في المخابرات البريطانية للحد من حرية جيمس بوند بعد أن تسببت في قلق و إثارة للمشاكل هم في غنى عنها. يشك بعد ذلك العميل 007 في أن هناك مؤامرة واتفاقية غير معلنة بين الاستخبارات الأمريكية ونظريتها البريطانية في سبيل الحصول على نسبة من صفقة الأرض في دولة بوليفيا التي من المتوقع أن تدر عليهم الكثير من الاحتياط النفطي الكافي للسنوات العشرين القادمة خصوصاً بعد ارتفاع سعر البترول والتضخم الاقتصادي والكساد المالي الذي هوى بسوق الأسهم وشركات المال والبنوك الضخمة بالولايات المتحدة الأمريكية مما جعل البريطانيين ينظرون للمسالة بشيء من الخوف من أن تصيبهم نفس الحالة. ذلك الأمر جعل جيمس بوند يحاول أن يتمرد على الرقابة المفروضة من قبل إدارة المخابرات عليه ، و يثور على من حوله بشكل تسبب بمقتل العديد ممن يحبهم و يقدرهم مما جعله يعيش في محنة وحالة نفسية صعبة في بناء درامي أجاد كثيراً رسم شخصياته بدل الجمود الذي اعتدناه في سلسلة جيمس بوند على وقت مور و شون كونري. الفيلم من بطولة الممثل البريطاني الشاب دانيال كريج في ثاني دور له لشخصيات جيمس بوند مع الممثلة أولغا كوريلانكو وماتيو آلماريك والممثلة البريطانية القديرة والحائزة على الأوسكار جودي دنش مع جيانكارلو جيانينى وجيما أرترتون، فيما كتب السيناريو الكاتب الكندي المتمكن بول هاجيس ونيل بورفيز ، فيما تولى قيادة فريق المؤثرات البصرية مايكل بادلي الذي ساهم في مؤثرات الفيلم المذهل هذا العام "الفارس الأسود" بالإضافة لجزء سلسلة جيمس بوند "الملهى الملكي"، المصور النيويوركي الرائع روبرتو شايفر تولى مهام إدارة التصوير ، وأبدع أكثر مما قدم سابقاً في أفلام "ذي كايت رنر" و"أغرب من الخيال". رصدت للفيلم ميزانية هائلة قدرت 220 مليون دولار ، فيما حقق الفيلم بالمقابل افتتاحية عدت الأعلى هذا العام بعد "دارك نايت" قدرت ب 72 مليون دولار أمريكي لتضعه في مقدمة الأفلام في صناديق شباك التذاكر الأمريكية. وحقق الفيلم أرباحاً كبيرة على مستوى العالم في ثاني أسبوع من عرضه قدرت ب 330 مليون دولار أمريكي، فيما من المرجح أن يتم إخراج جزء ثالث في العام 2011.
==============

"ميلك".. القتال من أجل الحرية

عندما قدم المخرج "جوس فان سنت" رائعته في عام 2003 "الفينت" والتي نال على أثرها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي في فرنسا، صرح بعدها أنه سيترك إخراج الأفلام ذات الإنتاج الضخم، والميزانية العالية، وعلل السبب وقتها بأنه يريد العمل من دون أن يحمل هم منتج يلاحقه كل يوم ليطلب منه إنجاز العمل خلال وقت معين. تلك السياسة يرفضها العديد من المخرجين المستقلين في الولايات المتحدة ومنتشرة كثيراً في أوروبا خصوصاً في دول الناحية الشرقية من القارة الأوروبية. وقد قدم قبل ذلك عدداً من الأعمال المُغرقة بالأسلوب النخبوي والبعيد كلياً عن النمط المعتاد والمحبب لدى الجماهير مثل "جيري Gerry" و "الأيام الأخيرة Last Days، وبعد تقديمه عدداً من التحديات في أسلوب إخراج الأفلام وطريقة عرضها بميزانية لا تتعدى الخمسين إلى المئة ألف دولار، وبالتحديد بعد تقديمه فيلم "بارانويد بارك " قرر صناعة فيلم يتحدث عن حياة أول رجل شاذ يدخل مجال السياسة وهو الناشط " هارفي ميلك". في الوقت نفسه كان المخرج "جوس فان سنت" يبحث عن ممول لفيلمه بحكم أن العمل يتطلب ميزانية عالية حيث قدرت ميزانية الفيلم ب 15 مليون دولار بسبب سبعينية القصة مما يؤكد على تواجد فريق إنتاج ضخم و خبراء في مجال الديكورات الخارجية من أجل صناعة عالم يتشابه كثيراً مع التصور الحقيقي لمدينة سان فرانسسكوا في عقد السبعينيات.وقد وقع الاختيار على الممثل شون بين بسبب قناعة مؤكدة من المخرج "جوس فان سنت" بقدرة شون بين على تقمص دور السناتور "ميلك" بشكل متطابق مع حقيقة الشخصية. في ذات الوقت صرح وقتها شون بين بأنه لا يمانع من أداء دور لشخصية سبق أن صرحت للملأ بشذوذها رغم أن ذلك سيتسبب في غضب نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي بطبيعته المتدينة الرافضة للشذوذ.ويستعرض سيناريو العمل والذي نال جائزة الأكاديمية كأفضل نص أصلي الحياة القصيرة التي تميزت بالنضال والكفاح للناشط السياسي " هارفي ميلك" والذي اكتسب شعبية هائلة من المتعاطفين خلال السنوات القصيرة التي قضاها في عالم السياسة، تلك الشعبية تطورت في آخر مراحل كفاحه لتصل لدرجة أن هناك مؤيدين له قدموا من دول تبعد آلاف الأميال عن الولايات المتحدة من أجل حضور خطبة سياسية سيلقيها، لا بل وتطور الأمر ليصل إلى أن هناك من يتعاطف معه ليس بسبب قضية الزواج المثـلي أو تأييد الشذوذ إنـما بسبب تركيزه الدائم على حق الإنسـان بالعيش ووقـوفه الواضح مع قضية الفقر وحربه العصامية مع الطبقة البرجوازية التي تمكنت مع فرض سيطرتها على المجتمع الأمريكي باسم الدين والسياسة، القوة والذكاء في السيناتور "ميلك" برزت من خلال دهائه وقدرته الكبيرة في مواجهة أعدائه خصوصاً اليمين المسيحي المتطرف.الفيلم من بطولة الممثل شون بين مع جيمس فرانكو وإيميلي هيرش والمتألق جوش برولين الذي نال ترشيحات عديدة كأفضل دور ثانوي وقد صاغ السيناريو الكاتب داستن لانس بلانك، فيما نال الفيلم عدداً جيداً من جوائز العام لعل أهمها جائزة الأوسكار كأفضل ممثل رئيس في العام للمرة الثانية بعد فيلم " النهر الغامض" عام 2003 ومنحت الجائزة للممثل المتمكن شون بين بعد منافسه شرسة مع ميكي روك، وجائزة النص الأصلي فيما نال شون بين عدداً من الجوائز الأخرى أهمها جائزة نقابة الممثلين كأفضل دور رجالي في عام 2008، فيما ترشح المخرج "جوس فان سنت" لجوائز هامة على مستوى العالـم أهمها تلقيه ترشيحاً لجـائزة أفضـل إخــراج في أكاديمية الأوسكار، وجائزة البافتا، ودخول فيلمه في غالبية روابط نقاد الولايات المتحدة، مع ترشيح هام لنقابة المخرجين التي تعتبر أقوى جائزة فنية في الولايات المتحدة بعد الأكاديمية.
==============

"حالة بنجامين بوتون" قصة قصيرة تحولت إلى ملحمة سينمائية
براد بيت في أحد مشاهد الفيلم
الرياض: عبدالمحسن المطيري
كان هناك قصة قصيرة تحكي حالة مرضية مستعصية لطفل وُلِد بعمر يناهز السبعين عاماً ولكن بجسد صغير، تلك القصة لاقت اهتماما كبيراً لدى الجمهور الأمريكي. الأمر الذي جعل من المخرج ديفيد فنشر يفكر في صناعة تلك القصة القصيرة، وتحويلها لملحمة سينمائية، ليكمل بذلك العقد الثاني من تاريخه السينمائي، منجزاً أعمالا سينمائية متميزة على مستوى الصنعة البصرية والمضمون الفكري منذ بدايته في "الغريب الجزء الثالث" مروراً بـ "سبعة" و"نادي القتال" وانتهاء بـ " الغرفة الآمنة" و"زودياك" في عام 2007.القوة التي ساهمت في ترقب الجمهور لرائعة "حالة بنجامين بوتون اللعينة "The Curious Case of Benjamin Button " كانت بسبب تواجد أسماء على مستوى الطاقم التمثيلي يُحسب لها الانتقائية. والجميع يعلم ماذا قدم لنا النجمان براد بيت والأسترالية المتألقة كيت بلانشيت من أعمال متميزة خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل "بابل"، "اليزابيث العصر الذهبي" وغيرهما.أحداث سيناريو فيلم "حالة بنجامين بوتون اللعينة" التي كتبها السيناريست المتمكن أريك روث صاحب النصوص الرائعة في "الدخيل" و"فورست غامب" مقتبسة من القصة القصيرة للكاتب سكوت "فيتزجيرالد"عندما تفاجأ زوج يُدعى توماس بوتون بتشوه خلقي غريب لمولود أنجبته زوجته، والتي توفيت بعد معاناة ولحظات عصيبة.التشوه الخلقي الغريب لذلك المولود جعل من والده يخفيه من أعين الزوار. خوفاً من مكانته الاجتماعية، وبعد مرور أيام يقرر الأب التخلص من الطفل بأي وسيلة كانت، قراره الصعب أتى بعد تأكيد من طبيبهم الخاص حول تأزم حالة الطفل ووصولها لمرحلة من الصعب معالجتها طبياً، علاوة على تعقيد الحالة من الناحية النفسية والجسدية، والتي لم يسبق أن مرت على أطباء المدينة.لذلك رأى الأب أن خير وسيلة للتعايش مع الحالة هو تسليمها لجهة أخرى، خصوصاً أن حالته المادية لا تسمح بمعالجة الطفل، فقرر التخلص من الطفل عن طريق وضعه بقرب مركز خاص بالمسنين لتعثر عليه بعد ساعات إحدى الممرضات التابعة للمركز، فتأخذه وتضعه في سرير، وتغطيه من أعين الحاضرين.لعل السر في شعبية الفيلم لدى الجمهور والنقاد في آن واحد يبرز من خلال قصته الملحمية الساحرة. خصوصاً من منتصف الفيلم عندما يكبر "بنجامين " وهو بالفعل يعود شاباً في طريقه ليصبح "طفلاً" ليتعرف على الشابة "ديزي" المقيمة بجوار منزله، وتتطور علاقتهما لتصبح حالة عاطفية عنيفة لم ينجح فيلم بتقديمها خلال سنة كاملة كمثل ما قدمها "لعنة بنجامين" بشكل ملحمي جذاب وبلغة سينمائية ساحرة توهجت. خصوصاً أثناء مراحل علاقتهما في فرنسا.الفيلم لا يمثل أفضل أفلام ديفيد من ناحية الشكل، فـ "نادي القتال" يتفوق عليه بمراحل، وبلا شكل لا يعتبر الأجود من ناحية قوة المضمون كمثل فيلم "سبعة"، ولكن حتماً هو الأقوى من ناحية ضخامة الإنتاج وملحمية استعراض لقطات السيناريو، ولهذا السبب تخلص ديفيد من عقدة تجاهل الأوسكار، والتي بدأت منذ عام 1995، فالأكاديمية من النادر جداً أن تتجاهل فيلماً بهذا المستوى الإنتاجي الضخم، وبهذا الكم الهائل من الصور الملحمية المهولة والتي رسمها بعناية فريق احترافي يحسب له الكمال. خصوصاً قسم الديكور والماكياج، والأهم قسم المؤثرات البصرية، والتي تفوقت على مستوى جوائز الأكاديمية على فيلم "فارس الظلام".برز في الفيلم أداء براد بيت الجيد، وإن عابه البرود. خصوصاً في الثلث الأخير من الفيلم، بينما نجد تألقاً نسائياً بارزاً من السمراء " تاراجي هنسون" والشقراء "كيت بلانشيت".نال الفيلم تقييمات جيدة في العديد من المجلات والصحف الأمريكية، بالإضافة لاحتلاله مركزاً متقدماً في قائمة موقع قاعدة البيانات Imdb، مع تحقيقه أرباحا إجمالية تقدر بـ 126 مليون دولار داخل الولايات المتحدة.
==================

"عيون بلا روح" قيمة متجددة تكسر التقاليد

عندما علمت بنية المخرج الشاب سمير عارف صناعة فيلم قصير مدته 10 دقائق بلقطة واحدة من دون أي قطع في المونتاج، تساءلت عما إن كان بمقدوره جذب المشاهد من خلال استعراضه لأحداث فيلمه من خلال لقطة مُطولة قد تصيب المُشاهد بالملل، خصوصاً أن صناعة الفيلم القصير في المملكة لم تصل لتلك الدرجة من التحدي بأن تتم صناعة فيلم قصير على طريقة "one shoot"، والتي عرفت عن طريق المخرج أورسن وليس في فيلم "Touch of Evil". ما حدث كان العكس فمن خلال لقطته الواحدة صنع لنا سمير عارف توازناً جيداً من الناحية الفنية في فيلمه الروائي القصير "عيون بلا روح eyes without soul‏" والذي كتب نصه المخرج سمير نفسه، وإثارة متصاعدة من خلال أحداث فيلمه مع موسيقى متوافقة مع اللقطة اقتبسها سمير من فيلم المخرج الفرنسي "غوسبر نوه" Irreversible، تبدأ أول لقطة من الفيلم من خلال زاوية العدسة وهي عبارة عن شيء غير مُعرّف يشتريه أحد الشباب من محل تابع لأحد الأسواق الشعبية، ذلك الشيء "النكرة" ينتقل إلى سيارة صديق الشاب والذي يسأله "ما هذا؟!" فيرد عليه "الهدية ليست بقيمتها.."ليتضح لنا من خلال الدقيقة الأولى أن ذلك الشيء النكرة هو عبارة عن هدية، وتبدأ بعدها رحلة بصرية ممتعة ومتقنة من الناحية الإخراجية رغم المشاكل التي تعرضت لها صورة الفيلم بانعدام الإضاءة، وعدم توازن الفوكس و"الوايت بالنس"، وبالطبع ذلك شيء متوقع بحكم أن الكاميرا كانت تتنقل بين أماكن داخلية وخارجية في لقطة واحدة تتطلب عدم التدخل التقني في إعدادات الوزن الخاصة بكاميرا التصوير، هذا الفيلم تميز بشكله الكاسر للتقليد الكلاسيكي في صناعة الفيلم القصير المحلي، ويحسب له قيمته الفنية باعتبـاره أول فيلـم محـلي يقـدم نفسه بلقطة واحدة بشـكل جعله أحد أكثر الأفلام القصيرة الخليجية إثارة وحبساً للأنفاس، وذلك الأسلوب يتميز به المخرج سمير عارف من خلال ما قدمه طوال مشواره السينمائي في الأعوام الماضية بأفلام "طريقة صعبة" و"نسيج العنكبوت"، وقد تم اختيار فيلم "عيون بلا روح" ليكون افتتاحية مهرجان الخليج السينمائي في دبي، فيما من المتوقع أن يشارك سمير في مسابقة أفلام السعودية بالدمام، ومهرجان جدة السينمائي صيف هذا العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق