الأربعاء، 26 مايو 2010


روبن هود محاولة يائسة لتكرار إنجاز المصارع


سواء نجح المخرج ريدلي سكوت في تقديم رؤيته الفنية والإبداعية في فيلمه الأخير أو فشل في ذلك كل هذا لا يهم لأن المخرج ريدلي سكوت يبدو أنه كان يفكر كثيراً بفيلمه السابق قبل عشر سنوات «المصارع.»

فمن خلال طاقم تمثيلي يتقدمه الممثل المخضرم راسل كرو نجد أن المخرج لم يتمكن بشكل جيد من ابتكار أسلوب تمثيلي متميز سواء من رسل كرو أو من كيت بلانشيت، ربما أنه كان يعتقد أن راسل كرو سيقدم كل ما عنده كما كان قبل عشر سنوات وهو يبدو أنه لا يعلم أن راسل كرو يعاني من إدمان للكحول وكسل وخمول في السنوات الأخيرة أجبرته على موجات متلاطمة من الاكتئابات المستمرة والإحباط المخيف لمسيرة واحد من أهم نجوم جيله، كيت بلانشيت لم تكن سيئة ولكنها ربما كانت تتعامل من أصنام حولها لم يجيدوا بشكل واضح إظهار إبداعاتها بشكل كامل أو على الأقل تلك التي أظهرها مارتن سكورسيزي قبل سبع سنوات.

يبدأ الفيلم بتقمص كاذب من شخصية روبن هود لأحد الرجال الذين تم اغتيالهم أثناء مهمة رسمية لتسليم العرش لملك إنجلترا، تقمصه روبن هود للشخصية جعله يضطر بأن يتعامل مع الظروف من أجل نجاح مهمته، الأمر الذي جعل والد زوجة الرجل المقتول يتعامل مع روبن هود وكأنه زوج ابنته الحقيقي، روبن هود وكما وصفه الأدب الإنجليزي يتعامل مع الفقراء بشكل عادل ويقف إلى صفهم ضد الظلم والطغيان، رغم اجتهاد المخرج ريدلي سكوت وفريقه الفني في تقديم صورة بصرية متميزة وجذابة ورغم مشاهد القتال العنيفة والقريبة من الواقع التاريخي، ورغم بعض الأداءات الجيدة من الطاقم التمثيلي خصوصاً الممثل ويليام هارت ولكن هناك برود في النص قتلت كل الجماليات الأخرى بالإضافة لعدم قدرة المخرج على التجديد والهرب من أزمة محاكاة المصارع على مستوى الشكل، ربما لم يكن يدور في خلد المخرج أن الجمهور لم يقتنع بما صنعه في فيلمه التاريخي السابق «مملكة الجنة» والذي لم يقدم فيه ما يكفي للوصول للنجاح الباهر على مستوى الصورة في فيلمه المليء والمترف المصارع.

يجب على المخرج ريدلي سكوت إن أراد النجاح النقدي والجماهيري أن يتخلص من ثيماته المتكررة على مستوى الشكل خصوصاً للمؤثرات الخاصة والتصوير، الفيلم ليس سيئاً بقدر ما هو صدمة لعشاق ريدلي سكوت فهو لم ينجح في تقديم فيلم ممتاز على المستوى التجاري وهذا بلا شك سيسهم في هبوط أسهمه كمخرج في المشاريع القادمة وسيجعل شركات الإنتاج تفكر كثيرا قبل إسناد أي عمل ضخم لمخرج يبدو أنه لم يستوعب الدرس بعد.

الجمعة، 7 مايو 2010

ثقافة "شوفوني"


الرياض : عبدالمحسن المطيري

" سيظهر وجهي قريباً في مسلسل خليجي" ، "خشتي بتطلع في فيديو كليب عربي" ، "صورتي ستظهر في إعلان بمجلة شعر" هذه بعض النماذج من التصريحات التي تمثل جزء من ثقافة فناني و فنانات الخليج من حزب " المهايط" الذين يتواجدون في صفحات الفن بصحف الخليج الوطن العربي ، نشأت هذه الموجة في أواخر التسعينات وتأصلت من الانفجار الفضائي التي طغى في السنوات الأخيرة وأصبح الفنان والمنتج يستطيع بمبلغ معين افتتاح قناة خاصة به لكي ينشر فيها صورته التي نزلت مؤخراً على الفيس بوك ومقاطع الفيديو التي نشرها المعجبين على اليويوب ، ثقافة التعريف والإعلان عن الظهور في الوسط الفني الغربي تختلف كلياً عن الأسلوب الاستفزازي عند "ربعنا" ، فنجد أن التواضع والثقة سمة أساسية عند الأوساط الفنية خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحديداً في عاصمة الفن والشهرة هوليود ، فلم ولن تجد النجم توم كروز "ينط" علينا ذات يوم ليذكر أنه سيظهر في قناة فضائية أو صحيفة على طريقة "يا حظي بطلع شوفوني" ، ومن المستحيل أن تجد فنانة مرموقة بحجم سلمى حايك لتعلن في موقعها الرسمي أنها ستظهر في قناة فضائية أو في حفل الأوسكار حتى ! ، في المقابل يستمر بشكل غير مفهوم الكثير من نجوم وسطنا الفني في ممارسة الصعود "بالغصب" لسلم النجومية عن طريق هذا الأسلوب الرخيص ، وليس هذا فحسب بل وصلت للبعض منهم الجرأة لافتتاح قناة كوميدية نجد أن الكثير من برامجها خُصصت لأعماله وظهوره الشخصي معتقداً أن هذا الأمر سيزيد من شعبيته ونجوميته ، من الجانب الآخر قد لا يلام من يمارس هذا الأسلوب أشخاص لم يصلوا بعد للنجومية من مواهب و طاقات محلية وعربية تستحق أن تصنع لنفسها ضوء ولو عن طريق "المهايط " الجائز ، فهذا النوع يختلف كلياً عن "المهايط" المحرم والذي أجمع على تحريمه رموز الفن والوسط الثقافي و الإعلامي في دول العالم خصوصاً تلك التي لا يوجد بها من يفتتح قناة باسمه ليظهر فيها مقولات له وكأننا نتحدث هنا عن ستانلي كيبوريك أو ستيفن سبيلبرغ ! ، الأمر الذي لايمكن قبوله هو خروج مغنية بأن تفتخر لأن محمد عبده أطلق عليها نجمة الخليج وكأن محمد عبده ناقداً فنياً رأيه لا يمكن التشكيك فيه ، والغريب هو عدم قبول بعض نجوم السينما المصرية للمشاركة في الأفلام المستقلة والمتواضعة على مستوى الإنتاج في مصر راسمين بذلك صورة فرعون التي تأصلت عند العرب بالغرور والعنجهية وهم يتناسون أو لا يعلمون أن الممثل والنجم مات ديمون شارك مع المخرج المستقل غوس فانسنت في فيلماً مستقلاً ميزانيته منخفضة جداً ، وعرضه محدود على مستوى الولايات المتحدة ومع ذلك لم يتردد مات ديمون وزميله إيزي أفليك بالمشاركة مع واحد من أشهر مخرجي السينما المستقلة الأمريكيين ولم تمنعهم نجوميتهم من ذلك ، يبدو أن بعض النجوم العرب بالذات في دول الخليج ومصر يحتاجون لمتابعة قناة E ليشاهدوا كيف يتصرف نجوم هوليود حين يترصد لهم المصورين ، على العكس نجد ربعنا يكبرون "الخشة" لكي تظهر الابتسامة بشكل أفضل تكاملاً ، وإن لم يملك أحداً منهم اشتراكا في الشوتايم يمكنه على الأقل مشاهدة كيف يتحدث ويتصرف النجوم في سوريا ، للعلم أن المستوى الفني لصالح الأخير بلا منافسة تذكر !!

تم نشر المقال في مجلة اليمامة في عدد 2106 الموافق 8 مايو 2010