الأربعاء، 29 أبريل 2009



مخرجات سعوديات يقاتلن من أجل البقاء






كانت البداية عند المخرجة السعودية هيفاء المنصور عندما قصت شريط دخول المرأة السعودية مجال "الإنتاج السينمائي" بصناعة أفلام روائية قصيرة من خلال تواجدها في مسابقة أفلام من الإمارات في عام 2005 و2006 بأفلام قصيرة مختلفة مثل "من" و"أنا والآخر" وأخيراً الفيلم الوثائقي "نساء بلا ظل" والذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي خليجي متفوقة بذلك على مخرجين لهم باع طويل وخبرة متمكنة لصناعة الفيلم الوثائقي خصوصاً العراقيين منهم. المخرجة هيفاء المنصور تعمل حالياً على مشروع سينمائي رصدت له ميزانية عالية ومن المتوقع أن تشارك به في مهرجان الخليج السينمائي في نسخته الثالثة العام القادم. من جهة أخرى نجد أن في العام الماضي كانت المشاركة النسائية الوحيدة من خلال الفيلم الوثائقي "ما وراء الرمال" للمخرجة السعودية نور الدباغ والذي يحكي قصة طلبة من الولايات المتحدة يقررون زيارة المملكة العربية السعودية. نور الدباغ المتخرجة من جامعة هارفرد في الولايات المتحدة سبق أن شاركت في مهرجان الخليج السينمائي العام الماضي بالإضافة لحرصها على التواجد في جميع الأنشطة والفعاليات السينمائية مثل مسابقة أفلام السعودية في الدمام ومهرجان الخليج الحالي. هذا العام نجد تواجداً نسائياً بأسماء جديدة مثل المخرجة الشابة "ريم البيات" والتي قدمت فيلمها الروائي القصير الأول "ظلال" المشارك في المسابقة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة بمهرجان الخليج السينمائي في دبي الأسبوع الماضي. ويحكي الفيلم قصة رجل طاعن بالسن يعاني من الوحدة والانعزال بعد أن فقد أعز ما لديه.والفيلم بدقائقه القصيرة يقدم لنا صوراً زاهية وألواناً جذابة تتناقض مع قصته التراجيدية، وهذا الأسلوب رغم غرابته انعكس بالإيجاب من خلال ردة فعل الجمـهور والذي تفاعل كثيراً مع أسلوب "ريم" فيما كانت المداخلات تعبر عن سعادة الجمهور بالأسلوب البصري التجريبي المتجدد لفيلم "ظلال" والذي اختلف كثيراً عن أفلام تراجيدية قصيرة من دول خليجية أخرى والتي كانت تعتمد على أسلوب "استدرار الدموع" محاولة بكل الطرق أن تكسب تعاطف المشاهد بشتى الطرق. أما المخرجة هناء عبدالله والتي سبق أن حصلت على جائزة المركز الثاني لأفضل سيناريو في مسابقة أفلام السعودية تقدم هذا العام فيلمها الوثائقي الأول بعنوان "بعيداً عن الكلام" والذي تجاوزت ميزانيته 30 ألف ريال. وشارك الفيلم في قسم أضواء خليجية على هامش مهرجان الخليج السينمائي، فيما لقي الفيلم صدى جيداً من الجماهير المتواجدة في المهرجان، وأخيراً من المتوقع أن تتواجد المخرجة والكاتبة هناء الفاسي في الفعاليات السينمائية هذا العام أو العام القادم من خلال فيلم وثائقي تعمل حالياً على تصويره. وتستعد هناء لتصوير فيلمها الروائي الأول بعنوان "هدف" سيناريو هناء العمير، يحكي الفيلم قصة فتاة صغيرة تعشق كرة القدم ولكن لا يمكنها ممارستها بسهولة، يذكر أن هناء الفاسي سبق أن درست الإخراج السينمائي في مصر وسبق أن قدمت أعمالاً مختلفة على كاميرا 35 السينمائية والتي لا تملكها أي شركة إنتاج في السعودية، وأخيراً لا ننسى المخرجة هيا سعد والتي اضطرت للتنكر بزي رجل من أجل مهمة تصوير خارجية في مدينة الطائف.


"شون بين" موهبة هوليوود الناضجة
















يميز شون بين قدرته الكبيرة على توزيع أدواره وتنمية مهارته بشكل يتناسب مع الشخصية المرسومة له من قبل السيناريست، يقول المخرج والكاتب وودي آلن عن شون "إنه شخصية مُلهمة على الشاشة، إنه حقاً ممثل رائع، حينما عملت معه تركت له حرية الحوارات المرسومة لشخصيته في النص"، من الجانب الآخر يُلاحظ النقاد مدى نضج "شون بين" خلال السنوات الخمس الأخيرة، فنجد أن اختياراته موفقة لحد كبير، ومهاراته تتزايد بشكل ملحوظ، بالإضافة لجرأة الشخصيات التي يختارها لنفسه، يقول عنه النقاد مايكل ماكدويل: حتماً إن موهبة شون بين هي من أفضل مواهب جيله، نحن حقاً محظوظون بشون.ولد شون في 17 أغسطس 1960, وقضى طفولته في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفونيا. زوجته حالياً هي الممثلة روبن بين بطلة فيلم Beowulf وكان قد تزوج في الماضي بالمغنية "مادونا"، وأخوه الممثل الراحل كريس بين بطل فيلم "كلاب المستودع".كانت بداية في العام 1985 عن طريق فيلمه الأول "الصقر ورجل الثلج" ومن أبرز أفلامه "طريق كاليتو"، " أنا سام"، "الخط الأحمر الرفيع"،" رجل ميت يمشي".اختير بين كعضو لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي بفرنسا. وزميلته في الحصة المدرسية أثناء دراسة التمثيل كانت الممثلة "ميشيل فايفر" يعود ذلك وعقد السبعينات.حصل على جائزتي أوسكار كأفضل ممثل عن دوره في فيلم "النهر الغامض" و"ميلك ".ويعتبر شون مناهضا للحرب ومؤيداً للحزب الليبرالي السياسي داخل مؤسسات هوليوود, ومن إيجابياته قوة الشخصية، والحرص على دراسة أدواره قبل قبولها، وانضباطه في تطوير ذاته, أما سلبياته فمنها المزاجية، وعدم تواصله مع الجمهور، وحضوره الإعلامي ضعيف.نال خمسة ترشيحات أوسكار، وثلاثة ترشيحات في البافتا مع خمسة ترشيحات في الكرة الذهبية, ويعتبر من بين 9 أشخاص على مدى التاريخ السينمائي الذين نالوا جائزتي أوسكار كأفضل ممثل.من ضمن مقولاته (أصبحت ممثلاً بسبب روبرت دنيرو)، (كلينت أستود له فضل كبير على تاريخي الشخصي) (أتمنى أن تتوقف سياسة العدوان الأمريكية عن اجتياح بلدان العالم), وكان أعلى أجر تلقاه عن فيلم "أنا سام" وقدر بخمسة ملايين دولار وصدر عنه كاتب باسم حياة شون بين للكاتب ريتشارد كيلي.بتواز مع مسيرته كممثل، كانت لشون بين مسيرة إخراجية، بدأها عام 1991 بفيلم "الهارب الهندي" والذي كتب له السيناريو أيضا، فيلمه الثاني كمخرج كان "الحارس العابر" والذي كان البطل فيه الممثل الشهير جاك نيكلسون، وعمل نيكلسون مرة أخرى تحت إدارة شون بين عام 2001 في فيلم "التعهد" والذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان.بدأ شون في الاختفاء من أمام الكاميرا، قبل أن يطلب منه المخرج كلينت إيستوود العمل تحت إدارته في فيلم "النهر الغامض" وفيه سيقدم الممثل أحد أفضل أدواره وفاز عنه بأوسكاره الوحيد، كما ظهر في بعض الأفلام المستقلة مثل فيلم "21 جرام" للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس وفيلم "اغتيال ريتشارد نيكسون" والذي شكل فرصة قوية للمخرج نيلز مولر للظهور.في سنة 2005 ظهر بين في فيلم "المترجم" إلى جوار الممثلة نيكول كيدمان و تحت إدارة المخرجة سيدني بولاك.في سنة 2007 عاد الممثل إلى خلف الكاميرا لإخراج فيلم "العودة إلى البرية" والذي شكل أول دور قوي للممثل الشاب "إيميل هرش، عودة شون بين عام 2008 كانت قوية و ذلك في فيلم "ميلك" الذي أدى فيه دور "هارفي ميلك" الشخصية السياسية المثيرة للجدل بسبب نضالها لحقوق الشواذ جنسيا.من نقاط قوة الممثل قدرته على التغلغل في أعماق الشخصيات التي يؤديها على اختلافاتها، فقد سبق له أن لعب دور جندي أمريكي يقوم باغتصاب فتاة في فيلم "خسائر حرب"، كما سبق له لعب دور محكوم بالإعدام في فيلم "رجل ميت يتمشى" كما لعب أيضا دور معاق في فيلم "أنا سام" والذي قدم فيه أيضا أحد أفضل أدواره .. أدوار شون بين القوية كثيرا ما تكون في أفلام الدراما والإثارة و الغموض مثل أفلام "طريق كارليتو" وفيلم "اللعبة" و"النهر الغامض".

الأحد، 12 أبريل 2009


"بعيداً عن الكلام".. هناء العمير توثق لقاء من نوع آخر
يرصد الفيلم زيارة فرقة تانغوا أرجنتينية تلتقي بفرقة شعبية سعودية

قبل ستة أشهر تقريباً كانت الكاتبة والمخرج هناء العمير تحضر لتصوير فيلم وثائقي يرصد زيارة فرقة تانغوا "تريوا" أرجنتينية لمدينة الرياض في زيارة هي الأولى من نوعها للمملكة، ولذا تابعت هناء موضوع زيارة الفرقة مع السفير الأرجنتيني في الرياض وقررت من ذلك الوقت صياغة سيناريو أولي يجعل من فيلمها الوثائقي لافتاً ومثيراً للانتباه. وكانت رغبة العمير حينها بلقاء من نوع آخر بين تلك الفرقة الأرجنتينية الكلاسيكية وفرقة عنيزة الشعبية، لتكون الموسيقى هي الحوار الوحيد الذي يمكن أن يتواصل عن طريقها كلتا الفرقتين رغم الاختلاف الكبير على مستوى الثقافة واللغة والعرق. وصلت فرقة التانغوا أخيراً وتابعت معهم هناء العمير تفاصيل وصولهم من مطار الرياض مروراً بزيارتهم للسفارة الأرجنتينية، إلى أن وصلنا للحدث الأهم وهو لقاؤهم مع فرقة عنيزة الشعبية وكيف كانت ردة الفعل لكل من الفريقين، ما هي الانطباعات والمشاعر؟ هل توصل كلا الفريقين لفهم الآخر عن طريق آلة كل منهما؟أسئلة كثيرة أجاب عليها فيلم هناء العمير الوثائقي "بعيداً عن الكلام" في 53 دقيقة مع استعراض مفصل ودقيق لأبرز المحطات والأحداث التي تصاحبت مع زيارة الأرجنتينيين ولقائهم مع فرقة عنيزة الشعبية. وتبرز من خلال الفيلم فكرته الوجدانية الشاعرية الجميلة، كيف لا وهو يقدم لنا حواراً من نوع آخر، حواراً بعيداً عن لغة السياسة وبعيداً عن الأهداف المادية وبعيداً عن الكلام، لأنه حوار عن طريق لغة الموسيقى، تلك اللغة المغيبة في المجتمعات الشرقية بشكل عام والعربية بشكل خاص. توثيق هناء لفيلمها كان بطريقة "الإنترفيو" مع شخصيات الفيلم الرئيسة "الفرقة الأرجنتينية ، وأفراد فرقة عنيزة" بالإضافة لمداخلات هامة وإضافات مثمرة للناقد الموسيقي أحمد الواصل. اعتمدت هناء على أسلوب الراوي لتحكي لنا بصوتها ماذا جرى من أحداث في فيلمها المثير للجدل، حتى ولو كانت هناك ملاحظات في عمل "بعيداً عن الكلام" فهي في الأمور التقنية مثل "مزج الصوت وتحريره"، أيضاً لعدم تنويع مواقع اللقاءات فجميعهاً أقيمت في مكان واحد وشكل موحد. ولكن كل تلك الملاحظات يمكن تجاوزها إن أخذنا بالاعتبار أن هذه هي التجربة الأولى لهناء، مع ضعف الإمكانيات لديها. ويعتبر هذا الفيلم ثالث عمل وثائقي تقدمه سيدة سعودية بعد هيفاء المنصور في "نساء بلا ظل" ونور الدباغ في "ما وراء الرمال" فيما اختير الفيلم ليكون ضمن باقة برنامج أضواء خليجية والتي يقيمها مهرجان الخليج السينمائي في دبي هذا الشهر.

السبت، 11 أبريل 2009


"قدر من العزاء"..كلاسيكية 007 تتواصل
دانيال كريج يحاول تخليص بوليفيا من انقلاب عسكري من أجل النفط

بعد 5 عقود من ابتكارها تتواصل هذا الأسبوع أسطورة جيمس بوند العميل السري التابع للاستخبارات البريطانية (007) من خلال جزء آخر تحت أسم "قدر من العزاء" أو Quantum of Solace وهو الجزء الثاني والتكملة لقصة الجزء الأول لفيلم "كازينو رويال" وجميعها من إخراج الألماني الأصل مارك فوستر والذي سبق أن قدم روائع سينمائية مثل "العثور على نيفرلاند" و "كرة الوحش" وغيرها من الأعمال الناجحة على مستوى النخبة النقدية والجماهير. وتستعرض قصة فيلم "قدر من العزاء" اشتباه المخابرات البريطانية في منظمة سرية تعمل على تنظيم انقلاب عسكري في بوليفيا في مقابل أن يعمل صفقة سرية للحصول على أرض في صحراء قاحلة يُشتبه بتواجد نفط بداخلها. يبدأ العميل بوند في تقصي الحقائق مقابل انزعاج من رئيسته M والتي تم الضغط عليها من قبل سلطة تعلوها في المخابرات البريطانية للحد من حرية جيمس بوند بعد أن تسببت في قلق و إثارة للمشاكل هم في غنى عنها. يشك بعد ذلك العميل 007 في أن هناك مؤامرة واتفاقية غير معلنة بين الاستخبارات الأمريكية ونظريتها البريطانية في سبيل الحصول على نسبة من صفقة الأرض في دولة بوليفيا التي من المتوقع أن تدر عليهم الكثير من الاحتياط النفطي الكافي للسنوات العشرين القادمة خصوصاً بعد ارتفاع سعر البترول والتضخم الاقتصادي والكساد المالي الذي هوى بسوق الأسهم وشركات المال والبنوك الضخمة بالولايات المتحدة الأمريكية مما جعل البريطانيين ينظرون للمسالة بشيء من الخوف من أن تصيبهم نفس الحالة. ذلك الأمر جعل جيمس بوند يحاول أن يتمرد على الرقابة المفروضة من قبل إدارة المخابرات عليه ، و يثور على من حوله بشكل تسبب بمقتل العديد ممن يحبهم و يقدرهم مما جعله يعيش في محنة وحالة نفسية صعبة في بناء درامي أجاد كثيراً رسم شخصياته بدل الجمود الذي اعتدناه في سلسلة جيمس بوند على وقت مور و شون كونري. الفيلم من بطولة الممثل البريطاني الشاب دانيال كريج في ثاني دور له لشخصيات جيمس بوند مع الممثلة أولغا كوريلانكو وماتيو آلماريك والممثلة البريطانية القديرة والحائزة على الأوسكار جودي دنش مع جيانكارلو جيانينى وجيما أرترتون، فيما كتب السيناريو الكاتب الكندي المتمكن بول هاجيس ونيل بورفيز ، فيما تولى قيادة فريق المؤثرات البصرية مايكل بادلي الذي ساهم في مؤثرات الفيلم المذهل هذا العام "الفارس الأسود" بالإضافة لجزء سلسلة جيمس بوند "الملهى الملكي"، المصور النيويوركي الرائع روبرتو شايفر تولى مهام إدارة التصوير ، وأبدع أكثر مما قدم سابقاً في أفلام "ذي كايت رنر" و"أغرب من الخيال". رصدت للفيلم ميزانية هائلة قدرت 220 مليون دولار ، فيما حقق الفيلم بالمقابل افتتاحية عدت الأعلى هذا العام بعد "دارك نايت" قدرت ب 72 مليون دولار أمريكي لتضعه في مقدمة الأفلام في صناديق شباك التذاكر الأمريكية. وحقق الفيلم أرباحاً كبيرة على مستوى العالم في ثاني أسبوع من عرضه قدرت ب 330 مليون دولار أمريكي، فيما من المرجح أن يتم إخراج جزء ثالث في العام 2011.
==============

"ميلك".. القتال من أجل الحرية

عندما قدم المخرج "جوس فان سنت" رائعته في عام 2003 "الفينت" والتي نال على أثرها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي في فرنسا، صرح بعدها أنه سيترك إخراج الأفلام ذات الإنتاج الضخم، والميزانية العالية، وعلل السبب وقتها بأنه يريد العمل من دون أن يحمل هم منتج يلاحقه كل يوم ليطلب منه إنجاز العمل خلال وقت معين. تلك السياسة يرفضها العديد من المخرجين المستقلين في الولايات المتحدة ومنتشرة كثيراً في أوروبا خصوصاً في دول الناحية الشرقية من القارة الأوروبية. وقد قدم قبل ذلك عدداً من الأعمال المُغرقة بالأسلوب النخبوي والبعيد كلياً عن النمط المعتاد والمحبب لدى الجماهير مثل "جيري Gerry" و "الأيام الأخيرة Last Days، وبعد تقديمه عدداً من التحديات في أسلوب إخراج الأفلام وطريقة عرضها بميزانية لا تتعدى الخمسين إلى المئة ألف دولار، وبالتحديد بعد تقديمه فيلم "بارانويد بارك " قرر صناعة فيلم يتحدث عن حياة أول رجل شاذ يدخل مجال السياسة وهو الناشط " هارفي ميلك". في الوقت نفسه كان المخرج "جوس فان سنت" يبحث عن ممول لفيلمه بحكم أن العمل يتطلب ميزانية عالية حيث قدرت ميزانية الفيلم ب 15 مليون دولار بسبب سبعينية القصة مما يؤكد على تواجد فريق إنتاج ضخم و خبراء في مجال الديكورات الخارجية من أجل صناعة عالم يتشابه كثيراً مع التصور الحقيقي لمدينة سان فرانسسكوا في عقد السبعينيات.وقد وقع الاختيار على الممثل شون بين بسبب قناعة مؤكدة من المخرج "جوس فان سنت" بقدرة شون بين على تقمص دور السناتور "ميلك" بشكل متطابق مع حقيقة الشخصية. في ذات الوقت صرح وقتها شون بين بأنه لا يمانع من أداء دور لشخصية سبق أن صرحت للملأ بشذوذها رغم أن ذلك سيتسبب في غضب نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي بطبيعته المتدينة الرافضة للشذوذ.ويستعرض سيناريو العمل والذي نال جائزة الأكاديمية كأفضل نص أصلي الحياة القصيرة التي تميزت بالنضال والكفاح للناشط السياسي " هارفي ميلك" والذي اكتسب شعبية هائلة من المتعاطفين خلال السنوات القصيرة التي قضاها في عالم السياسة، تلك الشعبية تطورت في آخر مراحل كفاحه لتصل لدرجة أن هناك مؤيدين له قدموا من دول تبعد آلاف الأميال عن الولايات المتحدة من أجل حضور خطبة سياسية سيلقيها، لا بل وتطور الأمر ليصل إلى أن هناك من يتعاطف معه ليس بسبب قضية الزواج المثـلي أو تأييد الشذوذ إنـما بسبب تركيزه الدائم على حق الإنسـان بالعيش ووقـوفه الواضح مع قضية الفقر وحربه العصامية مع الطبقة البرجوازية التي تمكنت مع فرض سيطرتها على المجتمع الأمريكي باسم الدين والسياسة، القوة والذكاء في السيناتور "ميلك" برزت من خلال دهائه وقدرته الكبيرة في مواجهة أعدائه خصوصاً اليمين المسيحي المتطرف.الفيلم من بطولة الممثل شون بين مع جيمس فرانكو وإيميلي هيرش والمتألق جوش برولين الذي نال ترشيحات عديدة كأفضل دور ثانوي وقد صاغ السيناريو الكاتب داستن لانس بلانك، فيما نال الفيلم عدداً جيداً من جوائز العام لعل أهمها جائزة الأوسكار كأفضل ممثل رئيس في العام للمرة الثانية بعد فيلم " النهر الغامض" عام 2003 ومنحت الجائزة للممثل المتمكن شون بين بعد منافسه شرسة مع ميكي روك، وجائزة النص الأصلي فيما نال شون بين عدداً من الجوائز الأخرى أهمها جائزة نقابة الممثلين كأفضل دور رجالي في عام 2008، فيما ترشح المخرج "جوس فان سنت" لجوائز هامة على مستوى العالـم أهمها تلقيه ترشيحاً لجـائزة أفضـل إخــراج في أكاديمية الأوسكار، وجائزة البافتا، ودخول فيلمه في غالبية روابط نقاد الولايات المتحدة، مع ترشيح هام لنقابة المخرجين التي تعتبر أقوى جائزة فنية في الولايات المتحدة بعد الأكاديمية.
==============

"حالة بنجامين بوتون" قصة قصيرة تحولت إلى ملحمة سينمائية
براد بيت في أحد مشاهد الفيلم
الرياض: عبدالمحسن المطيري
كان هناك قصة قصيرة تحكي حالة مرضية مستعصية لطفل وُلِد بعمر يناهز السبعين عاماً ولكن بجسد صغير، تلك القصة لاقت اهتماما كبيراً لدى الجمهور الأمريكي. الأمر الذي جعل من المخرج ديفيد فنشر يفكر في صناعة تلك القصة القصيرة، وتحويلها لملحمة سينمائية، ليكمل بذلك العقد الثاني من تاريخه السينمائي، منجزاً أعمالا سينمائية متميزة على مستوى الصنعة البصرية والمضمون الفكري منذ بدايته في "الغريب الجزء الثالث" مروراً بـ "سبعة" و"نادي القتال" وانتهاء بـ " الغرفة الآمنة" و"زودياك" في عام 2007.القوة التي ساهمت في ترقب الجمهور لرائعة "حالة بنجامين بوتون اللعينة "The Curious Case of Benjamin Button " كانت بسبب تواجد أسماء على مستوى الطاقم التمثيلي يُحسب لها الانتقائية. والجميع يعلم ماذا قدم لنا النجمان براد بيت والأسترالية المتألقة كيت بلانشيت من أعمال متميزة خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل "بابل"، "اليزابيث العصر الذهبي" وغيرهما.أحداث سيناريو فيلم "حالة بنجامين بوتون اللعينة" التي كتبها السيناريست المتمكن أريك روث صاحب النصوص الرائعة في "الدخيل" و"فورست غامب" مقتبسة من القصة القصيرة للكاتب سكوت "فيتزجيرالد"عندما تفاجأ زوج يُدعى توماس بوتون بتشوه خلقي غريب لمولود أنجبته زوجته، والتي توفيت بعد معاناة ولحظات عصيبة.التشوه الخلقي الغريب لذلك المولود جعل من والده يخفيه من أعين الزوار. خوفاً من مكانته الاجتماعية، وبعد مرور أيام يقرر الأب التخلص من الطفل بأي وسيلة كانت، قراره الصعب أتى بعد تأكيد من طبيبهم الخاص حول تأزم حالة الطفل ووصولها لمرحلة من الصعب معالجتها طبياً، علاوة على تعقيد الحالة من الناحية النفسية والجسدية، والتي لم يسبق أن مرت على أطباء المدينة.لذلك رأى الأب أن خير وسيلة للتعايش مع الحالة هو تسليمها لجهة أخرى، خصوصاً أن حالته المادية لا تسمح بمعالجة الطفل، فقرر التخلص من الطفل عن طريق وضعه بقرب مركز خاص بالمسنين لتعثر عليه بعد ساعات إحدى الممرضات التابعة للمركز، فتأخذه وتضعه في سرير، وتغطيه من أعين الحاضرين.لعل السر في شعبية الفيلم لدى الجمهور والنقاد في آن واحد يبرز من خلال قصته الملحمية الساحرة. خصوصاً من منتصف الفيلم عندما يكبر "بنجامين " وهو بالفعل يعود شاباً في طريقه ليصبح "طفلاً" ليتعرف على الشابة "ديزي" المقيمة بجوار منزله، وتتطور علاقتهما لتصبح حالة عاطفية عنيفة لم ينجح فيلم بتقديمها خلال سنة كاملة كمثل ما قدمها "لعنة بنجامين" بشكل ملحمي جذاب وبلغة سينمائية ساحرة توهجت. خصوصاً أثناء مراحل علاقتهما في فرنسا.الفيلم لا يمثل أفضل أفلام ديفيد من ناحية الشكل، فـ "نادي القتال" يتفوق عليه بمراحل، وبلا شكل لا يعتبر الأجود من ناحية قوة المضمون كمثل فيلم "سبعة"، ولكن حتماً هو الأقوى من ناحية ضخامة الإنتاج وملحمية استعراض لقطات السيناريو، ولهذا السبب تخلص ديفيد من عقدة تجاهل الأوسكار، والتي بدأت منذ عام 1995، فالأكاديمية من النادر جداً أن تتجاهل فيلماً بهذا المستوى الإنتاجي الضخم، وبهذا الكم الهائل من الصور الملحمية المهولة والتي رسمها بعناية فريق احترافي يحسب له الكمال. خصوصاً قسم الديكور والماكياج، والأهم قسم المؤثرات البصرية، والتي تفوقت على مستوى جوائز الأكاديمية على فيلم "فارس الظلام".برز في الفيلم أداء براد بيت الجيد، وإن عابه البرود. خصوصاً في الثلث الأخير من الفيلم، بينما نجد تألقاً نسائياً بارزاً من السمراء " تاراجي هنسون" والشقراء "كيت بلانشيت".نال الفيلم تقييمات جيدة في العديد من المجلات والصحف الأمريكية، بالإضافة لاحتلاله مركزاً متقدماً في قائمة موقع قاعدة البيانات Imdb، مع تحقيقه أرباحا إجمالية تقدر بـ 126 مليون دولار داخل الولايات المتحدة.
==================

"عيون بلا روح" قيمة متجددة تكسر التقاليد

عندما علمت بنية المخرج الشاب سمير عارف صناعة فيلم قصير مدته 10 دقائق بلقطة واحدة من دون أي قطع في المونتاج، تساءلت عما إن كان بمقدوره جذب المشاهد من خلال استعراضه لأحداث فيلمه من خلال لقطة مُطولة قد تصيب المُشاهد بالملل، خصوصاً أن صناعة الفيلم القصير في المملكة لم تصل لتلك الدرجة من التحدي بأن تتم صناعة فيلم قصير على طريقة "one shoot"، والتي عرفت عن طريق المخرج أورسن وليس في فيلم "Touch of Evil". ما حدث كان العكس فمن خلال لقطته الواحدة صنع لنا سمير عارف توازناً جيداً من الناحية الفنية في فيلمه الروائي القصير "عيون بلا روح eyes without soul‏" والذي كتب نصه المخرج سمير نفسه، وإثارة متصاعدة من خلال أحداث فيلمه مع موسيقى متوافقة مع اللقطة اقتبسها سمير من فيلم المخرج الفرنسي "غوسبر نوه" Irreversible، تبدأ أول لقطة من الفيلم من خلال زاوية العدسة وهي عبارة عن شيء غير مُعرّف يشتريه أحد الشباب من محل تابع لأحد الأسواق الشعبية، ذلك الشيء "النكرة" ينتقل إلى سيارة صديق الشاب والذي يسأله "ما هذا؟!" فيرد عليه "الهدية ليست بقيمتها.."ليتضح لنا من خلال الدقيقة الأولى أن ذلك الشيء النكرة هو عبارة عن هدية، وتبدأ بعدها رحلة بصرية ممتعة ومتقنة من الناحية الإخراجية رغم المشاكل التي تعرضت لها صورة الفيلم بانعدام الإضاءة، وعدم توازن الفوكس و"الوايت بالنس"، وبالطبع ذلك شيء متوقع بحكم أن الكاميرا كانت تتنقل بين أماكن داخلية وخارجية في لقطة واحدة تتطلب عدم التدخل التقني في إعدادات الوزن الخاصة بكاميرا التصوير، هذا الفيلم تميز بشكله الكاسر للتقليد الكلاسيكي في صناعة الفيلم القصير المحلي، ويحسب له قيمته الفنية باعتبـاره أول فيلـم محـلي يقـدم نفسه بلقطة واحدة بشـكل جعله أحد أكثر الأفلام القصيرة الخليجية إثارة وحبساً للأنفاس، وذلك الأسلوب يتميز به المخرج سمير عارف من خلال ما قدمه طوال مشواره السينمائي في الأعوام الماضية بأفلام "طريقة صعبة" و"نسيج العنكبوت"، وقد تم اختيار فيلم "عيون بلا روح" ليكون افتتاحية مهرجان الخليج السينمائي في دبي، فيما من المتوقع أن يشارك سمير في مسابقة أفلام السعودية بالدمام، ومهرجان جدة السينمائي صيف هذا العام.