الأحد، 26 فبراير 2012

لماذا الأوسكار مهماً لصناع السينما ولمحبينها ؟




نيل جائزة الاوسكار والوقوف أمام مئات الملايين من المشاهدين هو نجاح منشود من قبل غالبية المنتجين وصناع الافلام وبالتالي يحرصون على جودة أعمالهم من أجل نيل استحسان أعضاء الاكاديمية وزيادة نسبة فوزهم في الاوسكار ، هناك بعض المنتجين داخل مؤسسات هوليود لا يتهم كثيراً لموسم الجوائز في مقابل النجاح المادي التي يحققها الفيلم في شباك التذاكر ، الأمر الذي يجده بعض المنتجين كافياً لاستمرار صناعة السينما ، وهو الأمر الذي يجد مقاومة كبيرة وتحفظات لدى البعض خصوصا النقاد أو المنتجين المهتمين في صناعة مثالية داخل مؤسسات هوليود ، لذلك يعتبر المنتج الناجح هو الذي يصنع فيلماً يحقق عوائد جيدة في شباك التذاكر و ينجح ايضاً في مسيرته الاوسكارية وأبرز المنتجين المتميزين في هذا الانجاز الصعب هما ستيفن سبيلبرغ و جيمس كامرون ويدخل معهم كريستوفر نولان و بيتر جاكسون ، هؤلاء المخرجين الاربعة هم الذين يعرفون طرق النجاح في ضربتين على مستوى المادة والجوائز ، وهو الامر الذي لا يمكن تحقيقه من قبل صناع السينما الآخرين مثل المخرج الأمريكي ترنيس ماليك والذي تنجح أعماله غالباً على صعيد الجوائز بينما تفضل فشلاً ذريعاً على مستوى الدخل المادي ، ومن الجانب الآخر هناك من يحقق عوائد ربحية عالية في مقابل فشل نقدي واكاديمي مثل مايكل باي ، السباق على الجوائز بلا شك يعتبر أحد العوامل التي تساهم في خلق عوائد مادية لصناعة السينما لسبب بسيط وهو أن من يدير لجان التحكيم واعضاء الاكاديمية مثل الاوسكار وغيرها هم من الجمهور اولاً قبل أن يكونون محكمين او نقاد ، لذلك المخرج الحقيقي الذي يقنع هؤلاء بلا شك سيقنع الجمهور في صالات السينما لان اكتشاف جمالية السينما ليس محصوراً على اعضاء الاكاديمية او لجان التحكيم في مهرجان كان ، بل الجمهور هو من يصنع نجاح الفيلم قبل هؤلاء ، دعم الجمهور لاي فيلم قبل أن يكون مادي هو تسويقي ولوجستي بالدرجة الأولى والا لم نجد مخرجاً مثل كرسيتوفر نولان يجده المسؤولين في استديوهات وورنر بروس أنه قادر على اخراج اضخم اعمالهم السنوية ، لانه ببساطة نجح في حفر اسمه في ذاكرة الجماهير في خلال اعماله الاولى المستقلة قبل أن يصل اسمه لمنتجين الاستديوهات الكبرى ، وبذلك صناعة فيلماً متكاملاً هي التي تؤدي الى الجوائز والرضا الجماهيري بالتالي يكون اهتمام المنتجين بتقديم جودة عالية في أفلامهم من أجل حرصهم على نيل الجوائز ورضا الجمهور يعكس اوتوماتيكياً على نجاح الفيلم في شباك التذاكر وبهذا يكون حقق المخرج او المنتج انجازاً فريداً بتحقيق عائد مادي والوصول للانجازات في موسم الجوائز .


الولايات المتحدة - عبدالمحسن المطيري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق