الاثنين، 8 أغسطس 2011

أمريكا و السينما المستقلة




من موجة المخرج الأمريكي المستقلة جون كازافيتس، وموجة أفلام “الآندرغراوند” بي موفيز، والسينما المستقلة تنتعش في فترة قبل أربع عقود مضت، حتى بدأت تنافس الأفلام التجارية الضخمة على جوائز الأوسكار والكرة الذهبية والبافتا وغيرها ، ويعتبر مهرجان صندانس الخاص بالسينما المستقلة في الولايات المتحدة أحد أكثر المهرجانات العالمية السينمائية دعماً للانتاج المستقل ذو التكلفة المنخفضة . وتعود بدايات السينما المستقلة من شركة باتنس في العام 1900 ميلادي، تحركات اخرى شهدتها السينما المستقلة البعيدة عن سلطة الاستديوهات الضخمة برز من خلالها اسم الاسطورة شارلي شابلن، الذي أصبح بعد انتاج العديد من الافلام القصيرة اسماً لامعاً لدى جمهور السينما العالمية خصوصاً أن اعماله في ذلك الوقت تلامس مشاعر الناس وتحاكي مشاكلهم خصوصاً الطبقة الكادحة ذات الدخل المحدود ، وانتعشت أفلامه بشكل كبير أثناء الحرب العالمية الثانية ، لأنها كانت هي المتنفس الترفيهي المتعارف عليه في ذلك الوقت اثناء المآسي التي كان يظهرها الاعلام سواء من خلال الراديو أو التلفاز أو حتى السينما الموجهه المسيسة الوطنية ، الناس في ذلك الوقت كانوا يدفعون المال ويدخلون صالات السينما ليفاجأو بفيلم وطني يشجع على الانتماء الوطني وعلى دفع الارواح مقابل الحفاظ على الوطن ، بل في ذلك الوقت كانت هناك أفلام ترويجية دعائية كمثل تلك التسجيلات الاخبارية التي كانت تعرض في صلات السينما الأمريكية وتقدم من خلالها انجازات الجيش الأمريكي في الباسيفيك وأووربا مع الحلفاء وايضاً كانت الآلة الاعلامية التابعة للحكومة الالمانية تقدم أفلاماً وثائقية وسينمائية تسطر الأمجاد للجيش النازي وحلفاء المعسكر المحوري قبل هزيمته مع سقوط برلين على يد الحلفاء في العام 1945 ، السينما المستقلة كانت تائهة في فترة الثلاثينيات والاربعينيات خصوصاً مع احتكار الشركات الخمس الكبرى في ذلك الوقت الصناعة بشكل متكتل وهي توني سونشوري فوكس مع دزني بالاضافة الى وورنر بروس مع بارامونت وام جي ام ، فترة الستنيات شهدت انتعاشاَ ملحوظاً مع بروز موجات الواقعية الفرنسية وتأثر السينما الأمريكية بالتغيير الشكلي والفكري والموضوعي والأسلوبي للسينما الايطالية والبريطانية والأسبانية، وايضاً مع تشكل موجات الحركات الطلابية والنقابية والليبرالية في الولايات المتحدة التي كانت مناهضة للحرب الفيتنامية ومقاومة للفساد والعنصرية والاحتكار مما جعل الكثير من المنتجين في هوليود يعلنون استقالتهم من الاستديوهات متوجهين للدعم الى السينما المستقلة التي كانت تتميز بحرية الرأي وجرأة الطرح وجمال الشكل ، موجات السينما المستقلة تشكل منها العديد من الأسماء الرائعة التي أصبحت لاحقاً جزء لا يتجزأ من تاريخ السينما الأمريكية والعالمية منهم المخرج الايطالي الاصل مارتن سكورسيزي وفرانيس فورد كوبولا والمهلم الأول للسينما الأمريكية المستقلة جون كازافيتس والذي صنع أفلام كسرت التقليدية البغيضة التي كانت متجذرة في انتاجات الاستدوهات الضخمة أفلام متميزة على المستوى الشكلي والفكري والتنفيذي مثل “A woman under the influence سيدة تحت التأثير” مع الفيلم الرائع الآخر “وجوه Faces” ، السنيما المستقلة في العصر الحديث بدأت تأخذ مكانها المستحق أكثر من ذي قبل ، ونلاحظ في السنوات الأخيرة أن السنيما المستقلة بدأت تنافس كل عام على الجوائز الرئيسية في الأوسكار لدرجة أن فيلما “ المليونير المستشرد Slumdog Millionaire “ مع “خزانة The Hurt Locker خزانة الألم” نالا جائزة الأوسكار الرئيسية وهي أفضل فيلم ، علاوة أن مخرجين انطلقوا من السينما المستقلة أصبحوا مؤخرا من أفضل المخرجين الحاليين في السينما الأمريكية مثل كرستوفر نولان وغوس فانسنت مع كونتين ترانتينو و انغ لي وغيرهم الكثير حيث لا يتسع المقال لذكر العديد من رواد السينما المستلقة في الماضي ولا المتميزين منهم في الحاضر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق