الرياض : عبدالمحسن المطيري
" سيظهر وجهي قريباً في مسلسل خليجي" ، "خشتي بتطلع في فيديو كليب عربي" ، "صورتي ستظهر في إعلان بمجلة شعر" هذه بعض النماذج من التصريحات التي تمثل جزء من ثقافة فناني و فنانات الخليج من حزب " المهايط" الذين يتواجدون في صفحات الفن بصحف الخليج الوطن العربي ، نشأت هذه الموجة في أواخر التسعينات وتأصلت من الانفجار الفضائي التي طغى في السنوات الأخيرة وأصبح الفنان والمنتج يستطيع بمبلغ معين افتتاح قناة خاصة به لكي ينشر فيها صورته التي نزلت مؤخراً على الفيس بوك ومقاطع الفيديو التي نشرها المعجبين على اليويوب ، ثقافة التعريف والإعلان عن الظهور في الوسط الفني الغربي تختلف كلياً عن الأسلوب الاستفزازي عند "ربعنا" ، فنجد أن التواضع والثقة سمة أساسية عند الأوساط الفنية خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحديداً في عاصمة الفن والشهرة هوليود ، فلم ولن تجد النجم توم كروز "ينط" علينا ذات يوم ليذكر أنه سيظهر في قناة فضائية أو صحيفة على طريقة "يا حظي بطلع شوفوني" ، ومن المستحيل أن تجد فنانة مرموقة بحجم سلمى حايك لتعلن في موقعها الرسمي أنها ستظهر في قناة فضائية أو في حفل الأوسكار حتى ! ، في المقابل يستمر بشكل غير مفهوم الكثير من نجوم وسطنا الفني في ممارسة الصعود "بالغصب" لسلم النجومية عن طريق هذا الأسلوب الرخيص ، وليس هذا فحسب بل وصلت للبعض منهم الجرأة لافتتاح قناة كوميدية نجد أن الكثير من برامجها خُصصت لأعماله وظهوره الشخصي معتقداً أن هذا الأمر سيزيد من شعبيته ونجوميته ، من الجانب الآخر قد لا يلام من يمارس هذا الأسلوب أشخاص لم يصلوا بعد للنجومية من مواهب و طاقات محلية وعربية تستحق أن تصنع لنفسها ضوء ولو عن طريق "المهايط " الجائز ، فهذا النوع يختلف كلياً عن "المهايط" المحرم والذي أجمع على تحريمه رموز الفن والوسط الثقافي و الإعلامي في دول العالم خصوصاً تلك التي لا يوجد بها من يفتتح قناة باسمه ليظهر فيها مقولات له وكأننا نتحدث هنا عن ستانلي كيبوريك أو ستيفن سبيلبرغ ! ، الأمر الذي لايمكن قبوله هو خروج مغنية بأن تفتخر لأن محمد عبده أطلق عليها نجمة الخليج وكأن محمد عبده ناقداً فنياً رأيه لا يمكن التشكيك فيه ، والغريب هو عدم قبول بعض نجوم السينما المصرية للمشاركة في الأفلام المستقلة والمتواضعة على مستوى الإنتاج في مصر راسمين بذلك صورة فرعون التي تأصلت عند العرب بالغرور والعنجهية وهم يتناسون أو لا يعلمون أن الممثل والنجم مات ديمون شارك مع المخرج المستقل غوس فانسنت في فيلماً مستقلاً ميزانيته منخفضة جداً ، وعرضه محدود على مستوى الولايات المتحدة ومع ذلك لم يتردد مات ديمون وزميله إيزي أفليك بالمشاركة مع واحد من أشهر مخرجي السينما المستقلة الأمريكيين ولم تمنعهم نجوميتهم من ذلك ، يبدو أن بعض النجوم العرب بالذات في دول الخليج ومصر يحتاجون لمتابعة قناة E ليشاهدوا كيف يتصرف نجوم هوليود حين يترصد لهم المصورين ، على العكس نجد ربعنا يكبرون "الخشة" لكي تظهر الابتسامة بشكل أفضل تكاملاً ، وإن لم يملك أحداً منهم اشتراكا في الشوتايم يمكنه على الأقل مشاهدة كيف يتحدث ويتصرف النجوم في سوريا ، للعلم أن المستوى الفني لصالح الأخير بلا منافسة تذكر !!
تم نشر المقال في مجلة اليمامة في عدد 2106 الموافق 8 مايو 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق