الثلاثاء، 16 فبراير 2010


"هارت لوكر" الحرب من وجهة نظر سيدة !









منذ شهر مارس من العام 2003 وهو تاريخ اجتياح جيش الولايات لدولة العراق شهد الأوساط الفنية الأمريكية بشيقها السينمائي والتلفزيوني العديد من الأفلام الروائية والوثائقية التي ترصد الحرب وتقدمها بوجهة نظر مختلفة ، ويتصدر فيلم المخرج الأمريكي المشاغب مايكل مور"فرهنهايت 9-11 " أهم الأفلام الوثائقية التي قدمت بعمق الحرب مع الإرهاب التي تبناها جناح بوش الابن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وكيف استغلت إدارة بوش أحداث سبتمبر لمصالحها الاقتصادية ، وصدرت بعد فيلم مايكل مور "فرهنهايت 9-11" أفلام وثائقية أخرى ولكن لم تكن بتلك القيمة النقدية والجماهيرية التي حققها فيلم مايكل مور ، وأبرزها أفلام Iraq in Fragmentss
المحلي الصنع ، مع فيلم
The Fog of War
والذي تميز بمقابلة مفصلة مع وزير الدفاع الأمريكية يتحدث فيها عن حقائق واعترافات عن حرب العراق ، ولا ننسى فيلم Standard Operating Procedure
والذي يعتبر الأكثر إثارة للجدل على مستوى المهرجانات بحكم سرده لأحداث التعذيب التي جرت في سجن أبو غريب ، على مستوى السينما حاول الكثير من المخرجين تقديم أفلام تحكي قصصاً وأحداث خاصة بحرب العراق مثل محاولة المخرج الكندي المقيم في الولايات المتحدة بول هاجيس عندما صنع فيلمه الروائي
"In the Valley of Elah"
والذي قوبل بردة فعل نقدية باردة مع تواضع في حصد الإنجازات على مستوى الجوائز وفي العام 2007 صنع المخرج بريان دي بالما فيلماً آخراً عن العراق يحمل عنوان Redacted والذي قوبل بردة فعل سلبية على المستوى النقدي والجماهيري ، هذا العام تفاجأ النقاد والمتابعين عندما شاهدوا فيلماً ممتازاً عن حرب العراق بقيمة وأسلوب فني مختلف تماماً عن تلك التي صنعت من قبل ، ردة الفعل النقدية حول الفيلم لم تكن بسبب جماليته الفنية وقوة النص فحسب ، إنما بسبب أن من صنع هذا الفيلم سيدة أمريكية ليس لها تاريخ كاف يجعلها تقدم واحداًُ من أفضل الإنجازات السينمائية خلال العام 2009 ، الفيلم تحت اسم "خزانة الجرح
The Hurt Locker "
أحداث الفيلم تتمحور حول مهندس يدعى ويليام جيمس خبير بالمتفجرات جريء للغاية و لا يملك ما يخسره ، يتعامل مع المتفجرات التي يفككها بشكل يذهل الجنود والضباط من حوله، ويليام تربطه علاقة ود بزوجته المقيمة في الولايات المتحدة ، ولكن تلك العلاقة لا نتعرف عليها لأن المخرجة خلقت تلك العلاقة عن طريق محاولة ويليام محادثة زوجته عن طريق هاتفه النقال ولكن لا يستطع التحدث ، هو فقط يريد سماع صوتها ، علاقة ويليام بزوجته هي أقوى خطوط النص ، وبرزت القوة في نهاية السيناريو ، الفيلم يبدو أن أسهمه زادت بشكل كبير لنيل جائزة الأوسكار الأهم "أفضل فيلم" فهو نال أقوى وأهم الجوائز لهذا العام حتى الآن وهي نقابة المنتجين ، وقبلها اختيارات النقاد ، مع خمس ترشيحات بافتا ، بالإضافة لتصدره لثمان قوائم لنقاد الولايات المتحدة من بينها رابطة نقاد نيوييورك و لوس انجوليس الهامة ، ولا ننسى الجائزة المعتبرة وهي جمعية الوطنية لنقاد امريكا ،وعلى الرغم من تواجد عدد من المنافسين إلا أن المؤشرات تميل لفيلم" هارت لوكر" فمنذ غزو الولايات المتحدة للعراق و أعضاء الأوسكار ينتظرون فرصة مناسبة لتتويج فيلم عن الحرب كما فعلوا في الماضي أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وقبلها الحرب الأمريكية الكورية ، الفيلم مناسب جداً للتتويج خصوصاً أن أسلوبه ليس كمثل الأفلام السابقة التي تطرقت لحرب العراق في مضامينها ، فهو يقدم نفسه بشكل متوازن ، لأنه أبتعد عن الطرح اليميني المتطرف المؤيد للحرب وعن أيضاً اليسار المعارض ، الفيلم أنساني اجتماعي يطرح قضيته من دون نقد حاد لأي جهة ،تماماً كما طرحتها سابقاً أفلام صائد العزلان وبلاتون ، وهذا الأمر يدعم فرصة الفيلم ويدعم الأكاديمية تاريخياً ، لأن التاريخ سيقول ، لماذا الأكاديمية انتظرت طويلاً ؟من 2003 إلى يومنا هذا مدة طويلة ولم تهتم بقضية العراق والتي تعتبر قومية بالنسبة للولايات المتحدة ، من الموضوعي جداً أن يقرر الأعضاء تتويج كاثرين بالجائزتين الكبرى خصوصاً أن جيمس كامرون سبق أن تم تتويجه في فيلمه الأخير التايتنك والذي صنعه قبل افاتر ، المخرجة الأمريكية كاثرين بيغلوا الزوجة السابقة لمنافسها هذا العام جيمس كامرون لم تبقي على جائزة هذا العام خاصة بالإخراج إلا وحصدتها ، المخرجة المعتبرة عند النقاد عُرفت على مستو ى الجمهور أثناء صناعتها لفيلم الإثارة والحركة
Point Break
من بطولة كيانو ريفز ، و سبق أن قدمت فيلماً حربياً ممتازاً تحت عنوان K-19 ، وبعده تعاونت مع شون بين في فيلم الإثارة والغموض
The Weight of Wate
، قيمة الفيلم تتمثل بتكامله من جميع النواحي ، فهو قدم قصة إنسانية بعيداً عن الانحياز لأي جهة ، الشخصيات مبنية بشكل كاف ، التصوير السينمائي بلا منافس هو الأفضل خلال العام ، رأيناً في هذا الفيلم مونتاجاً متألقاً ذكرنا بإنجازات كريستوفر روس في "يونايتد 93 " و"برون ألتيماتوم" ، المخرجة كاثرين بيغلوا تقول في هذا الفيلم أن الوقت حان للحضور النسائي في السينما الأمريكية خصوصاً بعد الهفوات المتتابعة التي شهدنها من قبل صناع الأفلام الرجال عندما قدموا أفلاماً عن حرب العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق